مقالات وأبحاث

الدفاع المشروع عملية الدفاع المشروع إلى ضرورة من اجل الاستمرار في الوجود...

حسين شاويش

نعيش في بقعة جغرافية إستراتيجية من الناحية السياسية والتاريخية، هذه البقعة تتعرض للهجمات الخارجية والفتن الداخلية منذ ألاف السنين. بالإضافة إلى الإبادة الجسدية والثقافية الممنهجة والمبرمجة منذ مائتي سنة على يد الحداثة الرأسمالية وأدواتها المتمثلة في الدول القومية والمذهبية. أمام هذا الواقع المرير والمتوتر، تحولت عملية الدفاع المشروع إلى ضرورة من اجل الاستمرار في الوجود بالإضافة إلى أن الحرية كأسمى هدف، ارتبطت تماما بمدى نجاح هذه العملية ومدى ارتفاع وتيرة جاهزية المقاومة.إذا كانت الحرية تعني "وعي الضرورة " فان ضرورة المقاومة والدفاع المشروع هي الحرية بعينها. يعني هذا إن الصراع من اجل الوجود هو جوهر الصراع من اجل الحرية وليس أكثر. فالتناقض الأساسي في هذه المعادلة هو فيما بين العبودية من جهة والحرية من جهة ثانية. والذي يسعى ويناضل من اجل الحرية عليه أن يدعم ويساند بل ينضم إلى عملية الدفاع المشروع والحماية الذاتية بكل أشكالها. أما الذي يريد فرض العبودية والبقاء في مستنقع فقدان الهوية والإرادة والإدارة، فسيسعى إلى تهميش المقاومة والحماية الذاتية والتقليل من قيمتها وبالتالي التشهير بها ومحاربتها بكل السبل الممكنة.

نحن الآن في روج افا نعيش صراعا فيما بين هذين القطبين من المعادلة أو بين الطرفين المتصارعين, طرف يريد ويعمل من اجل تطوير سبل الدفاع الذاتي المشروع والمقاومة, وطرف أخر ينسج الألاعيب بدعم من القوى الإقليمية والعالمية المهيمنة, بهدف تعكير الأجواء والتشويش على الدفاع الذاتي والمقاومة. هذا الطرف يدعى بأنه جزء من الثورة السورية ضد النظام,ولكنه هرب من مواجهة النظام في الحسكة وقبلها في الشيخ مقصود وكرزيرو وتل كوجروقامشلو. هذا الطرف يسعى بشتى الوسائل القذرة لكي يلصق تهمة الإرهاب بالمقاومة وبالذات بوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، بينما يسعى من الجهة الثانية إلى تجميل وجه المرتزقة والعصابات الفاشية التي تهاجم وجود شعبنا في روج افا وتصف هذه العصابات المعادية للإنسانية بثوار سوريا. عملية الدفاع المشروع الذاتي والمقاومة ضد الهجمات الوحشية في كوباني والحسكة و شنكال وفي عموم خطوط المواجهة في الأجزاء الأربعة من كردستان، هو التعبير عن سياسة التمسك بالهوية التاريخية لمجتمعنا والوصول إلى الإرادة الحرة والإدارة الاجتماعية والوطنية وكحلم إنساني، لطالما سالت من اجلها الدماء الزكية وتغنى بها احمدي خاني وفقه طيران وصولا إلى جكر خوين وشيركو بيكس وعثمان صبري.

الطرف الذي يهاجم الدفاع الذاتي تحت ستار الكردياتي، لايملك الإرادة ولا القرار السياسي المستقل، بل يتحرك حسب مقتضيات الأجندات السياسية للأحلاف الإقليمية المذهبية والأحلاف الدولية المعادية للديمقراطية وحرية الشعوب. مهما حاولت هذه المجموعات المعادية للمقاومة الاختباء وراء يافطة المعارضة فهي ليست معارضة، بل منسجمة تماما مع سياسات الأنظمة الاستعمارية ضد إرادة ومقاومة الشعب الكردستاني والشعوب الأخرى. هذه المجموعات بعضها لا تتجاوز أصابع اليد من حيث العدد وهي تؤمن المصالح الشخصية والعائلية تحت ستار المعارضة وتتاجر بأقدس القيم وتمارس الديماغوجية والبكوعوانية عبر شاشات القنوات التي تحولت إلى أبواق للعدو.لا تبخل هذه المجموعات في ممارسة ارخص أساليب الكذب والدعاية المغرضة ضد الشهداء ومقاتلي الحرية بهدف الحصول على رواتب شهرية وحوافز وإكراميات من الملوك والسلاطين في شرق الأوسط والعالم.حتى توابيت الشهداء تحولت الى هدف لدعاياتهم القذرة,في النتيجة تمكنت الثورة المضادة من تحويل هذه المجاميع إلى عملاء لهم في الشارع الكردستاني والمهجر وكامتداد للداعشية السياسية المنتشرة كوباء في جسم ما يسمى بالمعارضة.