فيان ثلاثية ملحمة الثورة

قصيدة من ديوان المرأة الكردية وأصالة التراث الكردي والمجتمعي...

الان روج

برهان لنظرية تناسخ الأرواح في ديانتنا الكردية القديمة، تكرار انبعاث فيان من ثم استشهادها هو حيث تعود الروح الى الجسد. بالرغم من إيماني بذلك، لكن ما تكرره فيان ليس برهانا على صدق الميثولوجيا الكردية القديمة مائة بالمائة، فقد أتين بنفس الجمال والطهارة والنية والأمل والفكر،وشاء الله ان يلقبن بنقس الاسم ويسرن في نفس الطريق، فهل ثمة برهان أقوى من هذا على صدق النظرية.

كان اليوم هو المرة الثالثة لاستشهاد فيان على ارض ميزوبوتاميا، بعد ان نسجت بموهبتها الثورية الممزوجة بثقافتها العريقة ، نبضة حياة أخرى تزيد على قلب ثورتنا دفعة أخرى من الألم الممزوج بالمعنويات للثار، صفحة من كتاب المرأة الكردية وحماية الإنسانية، قصيدة من ديوان المرأة الكردية وأصالة التراث الكردي والمجتمعي فيان صوران رحلت بعد أن أحيت في ذاكرتنا معنى دفء الوطن مع فكر حر واردة حرة، فقد أعطت للعدو درسا مغزاه "لن تستطيعوا حجب شمسنا" ولم تكتف بذلك بل قدمت لشهر شباط دفئا لا مثيل له, نارا تفوح منها صرخة الحرية الحمراء وقالت " نحن الكرد يجب أن نحول كل أيامنا إلى نار نوروز لنرتقي إلى قدسية وطننا فيان أمارا المعلمة، التي استفردت الملائكة برسمها لثورة كردستان, أضافت لها أجمل ألوان البهاء والإحساس والمعرفة، كانت الرمز الثاني لتكتمل ثنائية ثورة الحياة مع صوران، هي الأخرى أحيت فينا ماذا يعني ان تكون معلما، لماذا الدفاع عن اللغة أساس التحرر، اللغة والوطن، اللغة ونمط الحياة, اللغة ثورة, كانت فيان بمفردها لغة تعبر عن الحب والجمال لان اللغة هي الأم، فجعلت من نفسها أما للدفاع عن أطفالها، عن مدارسها، فكانت لكوباني عروسا مقدسة اليوم استشهدت فيان للمرة الثالثة، استشهدت فيان بيمان بعد ان أتمت ثلاثية ملحمة الثورة (الفكر الحر-للغة الأم- الثقافة والأخلاق ) نعم فيان بيمان صاحبة الصوت الجبلي، تلك النسمة التي قبلتها ذرا تراب كدستان جبالا وسهولا، من شرقها الى غربها من شمالها الى جنوبها، من ماكو ومهاباد الى زاغروس وبوطان من كوباني وقامشلو الى شنكال، كل نقطة من أرضنا أخذت نصيبها من رونق بسمتها وصوتها العذب، فيان التي غدت الفولكلور، أحيت فينا حب ثقافتنا وتاريخنا وغنى تراثنا العريق وأعطت للعدو درسا بأنه لن يستطيع احد إبادة شعب يملك ثقافة المقاومة وتاريخ حضارة لم يصل إليه مريدو الدولة والسلطة من المؤرخين والباحثين في الحضارات، هنا كردستان ارض الشجعان،حيث نبضة حياة تكمن خلفها روح الشهيد ثلاثية فيان هي عشرات السنين من النضال والصراع من اجل حياة حرة لشعبهم حاملين فكرا مبدؤه الموت من اجل الحياة،نساء حاربن اعتى جيوش العالم همجية من فرس وعرب وترك والتي تمخضت منهم داعش الابن، ثلاثية فيان درس واضح لشخصيتين الأولى: للعدو وهي أنهم لن يحجبوا شمسنا، لن يتمكنوا من كتم صوتنا، لن يبيدوا ثقافتنا ولغتنا، فجسدنا نار على للأعداء ونور للشعوب المضطهدة.

 الدرس الثاني: للشخصية المثقفة والفنانة في كردستان فهذه الثلاثية خير محاضرة عن أخلاقيات المثقف والمناضل والفنان من اجل إحياء تراث وثقافة شعبه وان يكون ممثلا له، فهل وصل الصوت !!! أن لم يصل، فالأيام سوف تبعث بفيان أخرى تعلمكم جيدا بان كردستان حلقة نار ومنبع نور الحضارة.