الأسبوع الأحمر.. أسبوع البطولة

إعلان أسبوع المقاومة يعني تطوير المقاومة الشاملة ضد الهجمات العدائية المتطورة من الخارج عندما يلزم الأمر...

خيري آمد

بمناسبة أسبوع البطولة الذي يحمل مكانة هامة في تاريخ نضالنا التحرري الثوري أحي وأنحني بامتنان وبإجلال أمام ذكرى جميع شهدائنا الأبرار وشهدائنا الذين استشهدوا في هذه الفترة وفي مقدمتهم الرفاق مظلوم دوغان ومعصوم قورقماز.

تستند بداية أسبوع البطولة على " الأسبوع الأحمر" المعلن من قبل الحزب عام 1980. تم إعلان " الأسبوع الأحمر" في 14 نيسان عام 1980 بهدف استخدام حق الرد بالمثل والدفاع عن الذات ضد ممارسات دولة الجمهورية التركية الوحشية من قبيل الضغط والقتل والاعتقال المتعمقة على النضال التحرري في عام 1980. 

تكتلت حركة الحرية التي كانت تمارس الفعاليات السياسية والعسكرية والتنظيمية الثورية باسم الآبوجيين أو الثوريين الكردستانيين فيما بين أعوام 1976- 1980 في أقصر فترة زمنية ضمن قسم هامٍ من شمال كردستان. وعلى أثره بالتوافق مع ذلك قامت الدولة أيضاً بدفع قواتها الرسمية والمدنية والعميلة للهجوم على الحركة. ولدى عدم استطاعتها الوقوف أمام الحركة وإعاقة سرعة تطور نضالها التحرري، قامت بتطبيق الإبادات والاعتقالات الجماعية.

وقد فقدت الدولة التركية ثلاثة من عناصرها أثنين منهم ضباط مؤخراً نتيجة مواجهتها لمقاومة ثورية عتيدة لدى قيامها بشن الهجوم على مجموعة من الرفاق في منطقة شكستونة التي تقع في ماردين. بعد هذه المقاومة التي قُتِل فيها ثلاثة آبوجيين أيضاً، تم قتل بعض الوطنيين المتواجدين في الجوار، هذا وقُتِل البعض الآخر في السجون أثناء التعذيب أيضاً.

ولم ينتهي الأمر بذلك، بل قامت الدولة بحملة اعتقالات واسعة في العديد من المدن والقرى والنواحي التي تتواجد فيها قوة شعبية منظمة لحركة الحرية، وارتكبت العديد من الجنايات ضد الآبوجيين بيد القوى العميلة المختلفة.

يعرف الذين يعرفون ديالكتيك تقدم وتطور حركة الحرية بأن هذه الحركة قد خلقت ذاتها من رماد شعبها، وصنعت عرف المقاومة الذي تعرف به من ميراث المقاومة الذي قدمه شعبها وكافة الشعوب المظلومة. بالطبع ليس هذا فقط، إذ امتازت الحركة دائماً بقدرتها على تنقية وتحرير ذاتها من الأخطاء والنواقص المعاشة وإعادة إنشاء ذاتها من جديد على أساسه.

إننا ندرك كل هذه الأمور اليوم بشكل أفضل، ولدى أخذنا ما يعاش في يومنا الراهن بعين الاعتبار فإننا نرى الأهمية الحياتية التي يملكها إدراك و وعي الظواهر التي أخرجت تاريخ التطور للعيان في الماضي. فإن فِهمُ حركة الحرية بشكل صحيح ومتكامل هو هام جداً من هذا المضمار.  

تخليد وفهم " الأسبوع الأحمر" الذي سمي بعد سنين بـ " أسبوع البطولة" على هذا الأساس هام وذو فائدة كبيرة. استطاعت حركة الحرية من خلال أسبوع البطولة بتحقيق الحملة نحو الأمام وذلك بجعل وعي وروح الشهداء المقاومة رمزاً تقتدي به دون البقاء أو الاكتفاء بالخنادق والمكتسبات. هذا هو ديالكتيك النهج الأبوجي في الوقت نفسه. حركة الحرية التي تقوم بالدفاع المشروع عن هذا الشعب كافة الهجمات والتطبيقات والسياسات الهادفة إلى الإبادة والإنكار هي مجموع التطبيق والوعي والفلسفة القائمة على الارتباط بالقيم، وإعلاء المقاييس، والقيام بالتطوير بقدر الحماية، والهجوم بالروح والوعي والجسارة والإصرار الثوري لدى الضرورة. إعلان أسبوع المقاومة يعني تطوير المقاومة الشاملة ضد الهجمات العدائية المتطورة من الخارج عندما يلزم الأمر. وقد أظهرت هذه الحركة ذلك مراراً وحققت انتصارات عظمية على أساسه. أفلست سياسة الاستعمار المستهدفة إلى إنهاء نضال الحرية بين الجدران لدى إشعال الرفيق مظلوم دوغان مشعلة المقاومة في سجن آمد.

فتح الرفيق عكيد من خلال دور الطليعة الذي لعبه في تطوير الكريلاتية الطريق إلى أن يأخذ شعب كردستان مكانه ضمن صفوف نضال الحرية في أقصر وقت ودون أي تردد. وقفت حركة التحرر الكردية أمام كافة الهجمات والحسابات القذرة الهادفة إلى إنهاء وخنق نضال الشعب الكردي التحرري مهما كانت حدتها ومكمنها. وهي بطليعتها ووعيها الإيديولوجي وعمليتها قد حققت نجاحات عظيمة في تاريخ الشعب الكردي من جميع النواحي السياسية والعسكرية والتنظيمية والاجتماعية...الخ. ويشكل أسبوع البطولة ذروة هذا النضال والقدوة.