صانعة الفن الاصيل مزكين

عرفت علاقة الجدلية مابين جمال الفن وأخلاق الفلسفة...

 زلال آديسا

إن مصطلح الجمال تأخذ مكانة هامة في جميع لحظات  حياتنا في الكون والطبيعة وغيرها، بقدر ما هو مصطلح سهل وبسيط لتعريف الإنسان, كما هو المصطلح الذي يحمل المعاني السامية والعميقة بين طياته، عندما يقال الجمال يعني البحر عقلنا وروحنا يخلق انسجام دائم يبحث عن الجميل و صيرورتها، انه مصطلح ساحر يحتضن في جوهره الإنسان الذي يريد خلق نفسه، مثل الجمال الذي ينوي أو يعمل لخلق الجميل، يقوم التاريخ بكفاح دءوب لخلق الحياة الجميلة, الواقع مليء بأبطاله، إن الكفاح هو الطريق الوحيد لخلاص المرأة التي تركت للقبح ومستنقع العبودية في يومنا هذا، متى تصبح المرأة جميلة؟ عندما تخلق وتبدع وتحارب لخلق الجميل بإرادتها عندها بصبح المرأة جميلة، خلقت الثورة بمهارة ولون المرأة، نظمت قواعد أخلاقية للحرب بعقلها وكدحها وعواطفها لذلك كانت للون السلام هي لونها، طورت الفن الدفاع الجوهري ظهر هذا وبشكل جلي و بوضوح بارز في حقيقة شهدائنا، هؤلاء أعربوا عن أنفسهن بوقفتهن في الكفاح بانضمامهن للثورة.

أما  الرفيقة مزكين (غربت أيدن) كانت صاحبة الخصائص المرأة الثورية ضمن حركة المرأة الكردستانية ووصلت إلى رمز المرأة الكردية بنضالها وبطولتيها الجميلة، بسيرها ضمن كفاح المرأة أصبحت نوراً مضيئاً في طريق التطوير المراحل الصعبة، لقنت كيف سيكون الغد وكيف يجب أن يكون، وفي نفس الوقت أصبحت بفنها وببطولتها منبع إلهام للذين أعطوا قلبهم للحرية، عرفت كيف تدخل في قلوب الملايين بالمعرفة قوة تلاحم ما بين الجمال والأخلاق والفن وبروح ثوري، قادت مسيرتها الثورية بأغانيها الثورية والفلكلورية  التي كانت تغنيها للأمهات وجمال كردستان ومقاومة الرفاق.

نرى احتضان خلق الإنسان والبحث عن الجمال والسلام والحب في أغانيها عن الرفاقية التي يعتبر من أساسيات فلسفة حياتنا، أغاني ثورية التي كانت ترددها بصوتها الجميل بمثابة النداء لنا، كانت كلماتها تأتي من الحب والمعرفة التي أحست بها من أعماقها لأنها الكريلا التي كانت تصدق بقوة ساحرة في كل ما تقول.

 رأت الشهيدة مزكين حاجة ملحة في ضرورة تلاحم الفن مع جوهرها, هذه الحقيقة وضعتها في خدمة المجتمع وثورة والحرية، ، أصبحت بفنها الجميل صوتاً في العقول ودفئاً في القلوب، مهدت لنا مرور درب الحياة الكريمة في الكفاح بفنها وأغانيها وعمليتها، حتى ولو لم نرى الرفيقة مزكين بشكل حي إلا إننا تعرفنا على حياتها وروحها ونضالها من خلال التراث والميراث التي تركتها لنا من أغاني وكلمات يتناولها الشعب عن جسارتها وبطولتها ومقاومتها وحبها للوطن والشعب والقائد والشهداء تأثر المئات من أبناء الشعب الكردي بصوتها الحنون المغرد بلغة الأم التي, في الوقت الذي كان يعيش فيه كل واحد بالهروب من ثقافته ولغته.

فشهيدة مزكين كسرت كل القيود ولبت نداء القائد في الحرية ضد ذهنية الدولة الحاكمة التي لا تعطي أي اعتبار للمرأة قام القائد بتمتين وتعميق علاقته مع المرأة في فلسفته العملية  "المرأة هي الحياة"، ظهر للعيان أن للمرأة قوة جوهرية بإمكانها تغير الذهنية الرجعية المتسلطة ولها قوة تطوير وبناء الثورة الاجتماعية، التمسنا في شخصيتها الثورية  كيفية خلق الثورة العملية وكيفية التخلص من الشكوك الأعوام الماضية، لقد كسرت جميع القيود الرجعية البالية التي خلقتها الإقطاعية في المجتمع ضد المرأة واحدة تلوى الآخرة، كالذي كان يقال إن المرأة ضعيفة وغير واعية  لا تستطيع القتال أو فعل أي شيء وما شبه ذلك ، الشهيدة مزكين كانت أول امرأة في ربيع حركتنا التي أعطتها القيادة مسؤولية إدارة الإيالة، تقوم الشهيدة مزكين بمهامها على أكمل وجه, عندها قضت على ذهنية الرجل المتحكمة في كل شيء وغيرت من سير نظريتهم التي فرضوها وحفظوها لمن حولهم، ففي المرحلة التي قامت  بإدارة إيالة غرزان وبسبب امتلاكها لقوى الكبيرة ووعيها قامت بفعاليات الشعب إلى جانب قيامها بتطوير طراز الحرب في حياة الكريلا، عندما يقوم العدو بتطويق وحصار البيت التي تتردد إليها الشهيدة مزكين تقوم بإخراج أصحاب البيت لكي لا تسبب في أذى أي أحد من أهل ذلك البيت, وتبدأ بالاشتباك معهم حتى أخر طلقة من سلاحها, وفي النهاية تقوم بتفجير لغمها ردا على العدو الذي يدعونها للاستسلام،

التفكير بالشعب في أصعب المحن, والتضحية بذاتها يعتبر من أسما الأعمال والأخلاق، تأثر الشعب كثيرا بموقفها هذه الى  الآن ولم ينساها الشعب، وحتى في يومنا الراهن بقي الشهيدة مزكين بطلة في ذاكرة الإنسان وستعيش بين صفحات التاريخ، لأنها كانت قدوة في مرحلتها لقد رسمت بعمليتها هذه طريقًا جديداً للمرأة ، أثبتت للجميع ان المرأة تستطيع تجميل الحياة بكفاحها معتمدة على قواها الذاتي وإرادتها لتطهير العالم من ذهنية الرجل المهيمن والمتسلط، علمتنا كيفية خلق الشخصية القيادية في سير الكفاح والحرية بأفق المرأة، البطولة والجمال التي خلقتها أصبحت أسطورة على كل لسان.

بالكفاح والمقاومة نستطيع سد الطريق أمام تخر يبات التي يتطور في عصرنا يوماً بعد اليوم، نحن في زمن تم القضاء على الجمال بسلاح دموي بعيد عن القيم الإنسانية والأخلاقية ، هناك من يعطون حرب جمالية ضد العالم مليئة بالاستعمار والانصهار الذي أفرغ الحياة من معناها بتدمير الطبيعة وإنهائه.

 إن فلسفة الحياة الحرة التي قدمها القائد أبو في الجبال والمدن كما في روج أفا وكوباني هي من أجل البناء وإنشاء الحياة الحرة و الجميلة، البطولة التي خلقت في كوباني بمقاومة كل من الرفيقات فيان بيمان وأغانيهما عن الحرية كانت جواباً لنداء مزكين الغالية، وهي بمثابة اللقاء ما بين النصر والحرية، مسيرة الحرية التي بدأت مع صوت مزكين وصلت إلى القمة في كوباني مع النصر التي حققتها آرين ميركان، أغاني الحرية التي أدتها الرفيقة مزكين أصبحت سيمفونية الملايين، سطرت العديدات من النساء الكرديات ملاحم بطولية وأساطير النصر على خطى الشهيدة مزكين، فليعرف الجميع إن كل هذه الأساطير البطولية, كانت نتيجة الجهد والدم والروح الذي أفدها الرفيقة مزكين والآلاف من شهدائنا.