أصبحت الحاضر و ستصبح المستقبل
و ليست أسطورة ٌفقط بل حقيقة...
بقلم الكريلا
أُحب التاريخ
لذا بدأت بالبحث والتنقيب
أريد أن أعرف حجمهُ...لونهُ...صوتهُ
كيف جرى... ومن الذي سيراهُ...
لأعرف...أمي...أبي...المرأة...الطفولة
قلبت الصفحات...الكتب...الأوراق...المجلدات
لكن احترت من أين أبدأ الشرق...الغرب
قررتُ...أنا ابنة الشرق...و سأبدأ في مهد حضارتي
من الشرق الأوسط مجلدات كبيرة....
قصص غريبة...رهيبة...طريفة
وفيها أحببت...الأساطير...
الألهات... عشتار...إنانا...كَلكَامش
لكنني لم أرتوي...أستمريتُ في البحث...
حتى وقعتْ عيني على أغرب مُجلد
يشع منهُ نورٌ.. كنور مريم العذراء
لكن حروفه مكتوبة بالدمِ
أوراقهُ سوداء...مبعثرة...
تُخيفني...تجعلني أرتعش...
ولكن حُبي للتاريخ يجعلني استمر...
تعرفت على الآلام والمآسي...
التراجيديات...و على المعجزات والبطولات
لكنني لم أرتوي...
استمريتُ في البحث
حتى وجدتُ بعض الأوراق حديثةُ العهد
شكلهُ مختلف...أسطورتها مختلفة..
حتى قادتها و أناسها مختلفون
قائدٌ حجمهُ اكبر منْ كل أسرار التاريخ
عينين سوداوين ولكن ليس كسواد ليل كينيا... يونان..إسرائيل
سوادهُ يلمع.. يُشرق..يُنير التاريخ...
نظراتهُ تخترق الستار الأسود
الذي نشرهُ أهريمان
ليمزقهُ.. ليبعثره...
عيونهُ تتسع لكل ضحكات أطفال العالم
وفيها نارٌ...لكن ليس كنار نيرون التي أحرقت روما
نارٌ تحرق قهقهات الضحاك المريعة
تحرق آمال الإسكندر في أن الأفيستا... لن تحيا من جديد
ابتسامتهُ ترعش أركان لندن... أمريكا...ألمانيا
تخيف وتريع... قلندريس...كوستولاس..
ساندي بارغر.. ديفيد أيرفن
حتى هبوا كالعناكب ينسجون الشباك
حتى خجلت آلهة الحرية من أفعالهم
استدارة وجهه تدير عقول العلماء...الفلاسفة..الخبراء
ليبحثوا عن ما تتكون خلاياهُ...أي دم يجري في عروقهِ
علو قامته تتحدى علوي هميالايا
أصابع يده كأشعة الفجر
كل خيط منها تنير طريقاَ
طريق الحياة...طريق الحرية
صوتهُ...صوت الحقيقة...صوتا الإنسانية..صوت الملايين
صوت الشعوب المضطهدة
صرخة أطفال الحجارة...صرخة أطفال حلبجة..
من صدى صوته خلق رمز الرجال الأحرار
عكيد...مظلوم .. فكري لذا..
تحركت اليد السوداء الملطخة بالدماء
لتحجب الشمس الساطعة بسحابهِ الداكنة
فجأة.....دوى صوتاً في أصداء العالم
لترفع قبضتها لتقضي على ذلك السفاح
إنهُ صوت قنابل زيلان تنفجر في عقول الزمن,
يسترون فجرنا بالضباب لقتل المجرم الذي يشد السهم في وتر النشاب ليصيد الحمامة.
لتعلن للعالم أجمع... مستعبدين أحرار....كباراً.....
صغاراً...رجالاً....نساءً
استحالة قطع شرايين الحياة التي نعيش بها..؟!
هكذا خطت زيلان بخصلات شعرها فوق ضياء أفق الشرق.
"أنا عاشقة الحياة"
لتزفها كبشرى لخالق سمفونية الحياة
فأصبحت زيلان راية للحياة ترف فوق رؤوسنا
حتى ارتسمت تحت تلك الراية إطاراً روحياً حول القائد
ترقص تل كالروح ناراً...
تخطو بها خطوات هادئة كالفراشة
التي تعشق النور....تعشق الأحمر
وفي خضم الصوت واللون والحركة
تضع روحها على أجنحة السماء
لتقدمها كهدية متواضعة لقائد الشهداء
في شهور الشهداء
أيار....حزيران
بتلك النار الملتهبة أصبحت كحمامة بيضاء
بين الحمامات الأخريات.
لتخفق أجنحتها حول ذلك الفجر تُغرد ألحاناً
و أنغاماً كبلبل عاشق
ولتعلن هي الأخرى للعالم كله
أنهن سيشكلن حزاماً نارياً روحياً...
حول شمسهم التي لن تغيب
لتشكلهُ بلون النار لوحة سرمدية
إطارها من ضفائر
زيلان...سما..روناهي...بيريفان
وحروف تلك اللوحة من النجوم المرصعة
مكتوبً عليها
نحن من خلقنا أسطورة البطولة...
نحنُ فتيات مدارس الحرية... ُ
و نحنُ اللاتي نقوم بحماية شمس الإنسانية
قائدنا...قائدنا...قائدنا...
و بعد أن تعرفتُ على هذه الأسطورة
توقفتُ عن العبث بتلك الأوراق...
و بدأتُ أترقب ذلك من حولي
فهذه الأسطورة لم تعد تاريخ...
بل أصبحت الحاضر أيضاً و ستصبح المستقبل
و ليست أسطورة ٌفقط بل حقيقة بحد ذاتها
و المعجزة من هذه الأسطورةٌ هي أن
معلمها يصح تلميذها
و قائدها يصبح جنديها
زيلان كانت تلميذة...أصبحت معلمة
وأصبح معلمها تلميذها...
خالق حركة حرية المرأة
يقول: أنا جنديها