نجم سماء عفرين

غصن زيتونة زينت ضفاف الفرات بحمل عبق عفرين الى كوباني...

شهناز زياد

الاسم الحقيقي:ريزكارحسن

الاسم الحركي: زاغروس

اسم الأم: سهيلة شيخ مصطفى

اسم الأب: محمد حسن عتون

الشهيد زاغروس من مواليد عفرين 4/ 1/ 1991 ، قضى طفولته وأجمل أيامه في ربوع عفرين الخلابة ضمن أجواء عائلة معروفة بثوريتها، وكان بابها مفتوحاً على مصراعيه للرفاق ولم تعزل أولادها عن الاجتماعات أو المشاركة في الفعاليات الوطنية كبر زاغروس على أنغام الثورة وعشقه للوطن والحرية، كان ىيحبّ تربية الحمام ولم يكن يعرف الخوف في حياته، ويواجه الباطل ويدافع عن الحق في وجه جميع الناس من دون استثناء أقرب الناس إليه ومن أفراد عائلته وكان عنيداً إلى حدٍّ ما. درس زاغروس حتى الابتدائية ولم يكن يحبّ أن يدرس بغير لغته الأم فترك الدراسة وذهب إلى العمل، وعمل ست سنوات في المنطقة الصناعية  (دوزنجي) ثم اضطر للالتحاق بالخدمة في جيش النظام. وصادف تسريحه عام 2011 ، وكأن حياته ابتدأت من تلك اللحظة وبدأ يخطط لحياته ناضل في البداية مع إعلام عفرين وهو مازال في الجيش. وبسبب أفكاره الوطنية واندفاعه وفعالياته ونشاطاته في المنطقة سجن على يد النظام مدة ثلاثة أشهر في سجن تدمر، فلم يضعف أو يستسلم بل قرّر الانضمام والانخراط في قلب الثورة، فالتحق بإحدى الدورات التدريبية وقضى فيها ستة أشهر حيث تلقى فيها علوماً عسكرية وفكرية وعاد وهو أقوى من ذي قبل وأكثر حماساً للالتحاق بالثورة والانضمام إليها، فذهب إلى الجزيرة حيث شارك في معارك سري كانيه ضدّ مرتزقة داعش وسطّر أجمل المواقف البطولية، ولكنه لم يرتوِ من الانتقام من هؤلاء الذين يقتلون أهله وشعبه بغير وجه حق، وكان يترك بصمته في كلّ منطقة يتواجد فيها بين شعبه وأهله وقومه، فشدّ رحاله وانضمّ بعدها إلى الرفاق في منطقة حلب وبقي هناك سنة وستة أشهر ورجع بعدها إلى عفرين التي كان يعشقها وخلال هذه الفترة ذهب يوماً إلى عائلته بزيارة وقضى ليلة معها فتسامروا وفرحوا، ولكن لم يرتح باله وضميره وروج آفا في حالة حرب ودفاع عن الكرامة والأرض والشرف، وبعد منتصف الليل وحين التزم الجميع الفراش بقي زاغروس وحيداً مع والدته التي كانت عيونها مليئة بالحنان، بينما شقيقته التي كانت ترقد في الغرفة كانت متيقظة تستمع إلى حديث الأم وزاغروس، حيث طلب زاغروس من الأم أن تغفر له وتسامحه إن أخطأ يوماً في حياته بحق العائلة، فزادته والدته ثقة بأنه لم يخطئ يوماً وهي بدورها طلبت منه أن يسامحها إن كانت قد أخطأت أو قصّرت يوماً بحقهم أو بواجبهم. فوضع زاغروس برأسه على صدر والدته الحنون وطلب منها أن تشتري له سلاحاً.

فوعدت الأم ابنها الثوري أن تلبي طلبه.وبعد ذلك الحديث أسمع زاغروس أغنية لوالدته وطلب منها الاستماع إليها، وعلى حدّ قول الأم إن الأغنية كانت حزينة وذات معاني عميقة وهي لم تتمالك نفسها أمام هذا الموقف فذرفت الدموع ورأس ابنها على صدرها ولم يكن يعلم زاغروس أن دموع والدتها تسيل، فرجع وكرر طلبه بشراء سلاح له فوعدته الأم ثانية، عندها لم تستطع الأخت بريتان أن تبقى  في الفراش فاستيقظت ووعدت الأخ زاغروس بأنها ستحمل سلاحه إن استشهد. عرفت بريتان أن طلب زاغروس بشراء سلاح له ليس المقصود به السلاح بحدّ ذاته بل كان يقصد به دليلاً له إن استشهد. وعندها فقط أخذت الأم الأمور بجدية وقالت هي كلمتها وأخبرتهما بأنها لا تقف يوماً أمام رغبتهما وهي معهما في كل خطوة يخطونها. ولم تقف الأم عائقاً أمام أبنائها إن اختاروا طريق الثورة وإن مضوا فيه إلى النهاية حتى دون رجعة وعلى هذا الأساس تواعد الثلاثة. وبعدها التحق زاغروس بأكاديمية

عسكرية وقضى تدريبه هناك أيضاً بدمه الحار لمدة شهرونصف وكان يلح كثيرا في ان ينته  التدريب بسرعة ويقول لرفاقه يجب أن ننهي تدريبنا بسرعة لأنّ في كوباني حرب ويجب أن نذهب سريعاً ونلتحق برفاقنا وننقذ أهلنا.

وبعد انتهاء تدريبه جاء إلى البيت ليودّع أهله لأنه سيحقّق حلمه ويذهب ليدافع عن كوباني،وهو يذهب ويخطو أخر خطواته في بيته استوقفه شيء عند عتبة الباب والتفت إلى والدته وأوصاها بأنه إذا استشهد لا يريد دموعا بل زغاريد كان ذلك في 1/11/2014 ولم يبقى زاغروس هناك كثيرا وبتاريخ 20/11/2014 بمنطقة سوق الهال، وبعد مقاومة أخذت كثيرا من الوقت استطاعوا تحريرها من أيدي المرتزقة وأعطى زاغروس روحه قربانا لتلك المنطقة وسقي بدمائه ذلك التراب والتحق بقافلة الشهداء، وأصبح زاغروس شعلة تنير سماء عفرين الخلابة.وبعد سماع نبا استشهاد زاغروس قاومت الأم كل ألامها وأوجاعها، إلا إن توفي بوعدها لزاغروس ولم تذرف دموعا كما وعدته، ولكن باسفت كثيرا لأنها لم تستطع إن تزغرد ووفت بوعدها أيضا بشراء سلاح له حيث التحقت شقيقته بريتان بالثورة وحملت سلاحه، وأقسمت الأم إن لزم الأمر فهي مستعدة لرفع سلاح ولدها الشهيد من بعده وهي عند وعدها.